الاقتصاد الإماراتي
  • وضع قراءة
  • وضع كامل
  • المقال فقط
  • اعجبنى
الانتقال-من-«كرونوس»-إلى-«كايروس»

الانتقال من «كرونوس» إلى «كايروس»

  • 0 إعجاب

ل. راسل قاسم*

يتطلع معظمنا إلى عام جديد مليء بالإيجابية والنجاح. يرى البعض أن العام الجديد بداية واعدة، فيقومون في العام الجديد بأنشطة ومبادرات تفوق قدرتهم على إنجازها، مما يدخلهم بسرعة في خليج من الملل، ليحطوا على الشواطئ المهجورة.

وهذا التخلي ليس شخصياً بحتاً، بل تدعمه العديد من الدراسات. على سبيل المثال، تظهر كلية إدارة الأعمال بجامعة أوهايو أن 9% فقط من الأميركيين الذين يتخذون قرارات في بداية العام الجديد يكملونها، مقارنة بـ 23%. من الأشخاص يتخلون عن قراراتهم بحلول نهاية الأسبوع الأول، ويتوقف 43% منهم بحلول نهاية يناير.

لذلك، بدلاً من أن أملأ جعبة رأس السنة الجديدة بالكثير من النصائح، سأكتفي بهمس سريع للوقت، فالأيام والشهور والسنوات ليست تراكمات أو تقسيمات للوقت. إذا أردنا أن نكون أكثر إنتاجية وإنتاجية، فربما يتعين علينا التعامل مع الوقت بشكل مختلف.

ما يساعدني هنا هو سهولة هذا البيان. الكلمة اليونانية القديمة هي “كايروس” وتستخدم لتعني اللحظة المناسبة. لا يتطلب الأمر جهدًا من جانبك فحسب، بل يجب أيضًا أن يكون في الوقت المناسب. كلمة كايروس هي إحدى كلمتين استخدمهما اليونانيون القدماء للتعبير عن الوقت. أما الكلمة الثانية فهي “Chronos” وهي تعبر عن التسلسل الزمني الذي نعرفه جميعا. أي أن كرونوس هو الوقت الخطي المنتظم الذي يقاس بالدقائق والساعات، بينما كايروس هو الوقت المحدد الذي يشير إلى اللحظة المناسبة.

من الأمثلة المستخدمة لوصف كايروس هي اللحظة التي يجب فيها السماح للسهم بإطلاق القوة الكافية والمناسبة لاختراق الهدف، أو اللحظة التي يجب فيها على حائك النول سحب الخيط من خلال الثقب المتكون في القماش وإغلاقه بسرعة . .

وعلى الرغم من هذا التعريف البسيط والمباشر، لا يزال العديد من المفكرين والباحثين اليوم يفسرون ويشرحون معنى كايروس وتطبيقاته في مجالات مختلفة مثل الاقتصاد والأدب والعلوم والفن.

وهنا سؤال، كيف يمكنني العثور على كايروس الخاص بي؟ أو كيف يمكنني نقل معالجة الوقت من منطقة الزمكان إلى منطقة كايروس؟

هناك العديد من أدوات الإدارة التي يمكن أن تساعدنا في الإجابة على هذا السؤال. ومن هذه الأدوات مصفوفة أيزنهاور البسيطة ولكن المفيدة، أو ما يسمى بمصفوفة إدارة الوقت، والتي تقوم على تقسيم مهامنا إلى أربعة أجزاء: مهمة وعاجلة، مهمة وغير عاجلة، غير مهمة وعاجلة، غير مهمة وغير مهمة. ويتم اتخاذ الإجراءات بناء على ذلك التقسيم سواء من خلال الإكمال المباشر أو الجدولة أو التفويض أو الاستبعاد.

ولا يقتصر الكايروس علينا كأفراد، بل يمتد إلى مجال الأنشطة المؤسسية، فإذا أرادت منظمة أن تكون ناجحة، يجب عليها أن تجد كايروس خاصة بها، وأن تجيد استخدامها. واليوم يتم التخطيط للمشاريع والتدابير والأنشطة المؤسسية بشكل دقيق، مع مراعاة عامل الوقت. ونلاحظ استخدام الجداول الزمنية والجداول الزمنية، مثل مخططات جانت، لتحديد فترات التنفيذ وتواريخه، ومتابعة الإنجازات. ربما يكون من الجيد إضافة خطوة إلى هذه الممارسات، وهي أن تسأل نفسك ما هو أفضل وقت للقيام بكل مهمة أو نشاط، هل هذا هو الوقت المناسب، أم أن هناك وقت آخر أكثر ملاءمة للقيام بالمهمة؟ وظيفة؟ ومن المتوقع أن يؤدي تطبيق مفهوم كايروس على العمل التنظيمي إلى توسيع المفاهيم، وتثبيط الاندفاع للبدء والانتهاء، وتفعيل البدء والانتهاء في الوقت المناسب.

أمنياتي للعام الجديد ستقودها كايروس وستساعدك على تحقيق أمنياتك وتحقيق رغباتك.

* خبير إداري

تابعوا حساب الخليج على أخبار جوجل

كايروسالمناسبالجديداللحظةالزمنيعاجلةالعديدإدارة

الاقتصاد الإماراتي
  • الاقتصاد الإماراتي
  • كايروس
  • المناسب
  • الجديد
  • اللحظة
  • مقالات مشابهة
  • مقالات عشوائية
  • شائعة
  • مقالات أقدم