أكد خالد بن حمد آل مالك، رئيس تحرير قناة الجزيرة، الكاتب والمحلل السياسي، أن السعودية مشهود لها بموقفها الحكيم الرافض للتصعيد في المنطقة، والداعي إلى التهدئة وتجنب الخيارات العسكرية وإرساء الضمانات الأمنية مدح. لأن الخيار الهادئ هو الذي يتجنب الفوضى وعدم الاستقرار الإقليمي، ويحسم المعارك العسكرية التي تضر جميع الأطراف.
وفي مقالته “الحرب…!!” قال مالك في افتتاحية قناة الجزيرة: “إن إيران بدأت تنفيذ وعدها بالانتقام من إسرائيل رداً على الهجوم على القنصلية الإيرانية في دمشق ومقتل بعض الإيرانيين هناك”. بعض الطائرات المسيرة والصواريخ الإيرانية تحلق مباشرة باتجاه “إسرائيل”، ما يعني أن الولايات المتحدة و”إسرائيل” ستنجران إلى تصعيد خطير في المنطقة.. وهذه الحرب لوقف إيران بدأت بعد المحاولة الفاشلة لحمل الأسلحة النووية، ولو حدث مثل هذا الهجوم فإن الولايات المتحدة الأمريكية ستكون طرفاً في الحرب لحماية “إسرائيل”، والدفاع عنها جزء من كل ما اعتادت عليه “إسرائيل”.
وعلق مالك: “أثار هذا الهجوم مخاوف من انتشاره إلى ما هو أبعد من إسرائيل، خاصة تلك الدول التي تمر عبرها الطائرات بدون طيار والصواريخ وتتجه نحو إسرائيل، مثل الأردن وسوريا والعراق ولبنان”. وأضاف مالك: “كانت الأجواء الليلة الماضية عاطفية للغاية، خاصة…اتضح لاحقاً أن العراق واليمن كانا يطلقان الصواريخ، وأن سوريا ولبنان ربما يستخدمان أراضيهما لإطلاق طائرات مسيرة وصواريخ ويصبحان طرفين في هذه الحرب، وهو ما أدى إلى الوضع الذي كان يخشاه الناس على المدى الطويل. تصاعدت، وقد حدث بالفعل.
وتوقف مالك مذكراً بأن هجوم إيران لم يكن دعماً لغزة، قائلاً: “يجب أن نتذكر أن هجوم إيران لم يكن دعماً لغزة ضد العدوان الإسرائيلي، بل رداً على استهداف القنصلية الإيرانية لتفادي اعتقاد البعض خطأً”. وأن ذلك ناجم عن حادثة غزة، وعلى أية حال، إذا اتحدت الولايات المتحدة وإسرائيل وإيران، فيمكن تحقيق تطويق هذه الحرب.
واختتم مالك: “المملكة العربية السعودية تستحق الشكر على اتخاذها موقفاً عقلانياً في تأكيد رفضها للتصعيد في المنطقة، والدعوة إلى التهدئة وتجنب الخيارات العسكرية وإرساء الأمن والاستقرار. وخيار التهدئة هو تحرير المنطقة من الخيارات المدمرة”. “القضاء على الفوضى وعدم الاستقرار ونزع فتيل القتال العسكري الذي يضر بجميع الأطراف. ”