أبوظبي: سلام أبو شهاب
شهد الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، الليلة الماضية، إطلاق لجنة محمد بن زايد في جامع الشيخ زايد الكبير في أبوظبي، محاضرة بعنوان “مستقبل الصحة: رؤية شاملة للرعاية الصحية”، قدمها الخبير لوسيان إنجلوند، الرئيس التنفيذي لشركة Transform Health.
وشددت المحاضرة، التي حضرها عدد من رؤساء الدول والوزراء وكبار المسؤولين، على أهمية الرعاية الصحية الشخصية، والتي لا تعني التركيز على المرض فحسب، بل اتخاذ منظور أوسع وأكثر شمولية وتلقي المساعدة على أساس الظروف الفردية. وتعكس الطريقة التي تعكس بها المؤسسات هذه التفضيلات، مع ملاحظة العدد الكبير من الأفراد المتميزين في أبوظبي ومختلف أنحاء دولة الإمارات العربية المتحدة.
تخفيف التوتر
وقال لوسيان إنجلين إنه يمكن أن يقلل الضغط على الرعاية الصحية ويزيد العائد الاقتصادي على كل دولار يتم إنفاقه بما يقرب من تسعة أضعاف، مما يؤدي إلى نمو اقتصادي بنسبة 4٪.
وأضاف أنه من المتوقع أن يتحول مستقبل الرعاية الصحية نحو تبني رؤية أكثر شمولية تأخذ في الاعتبار الجوانب الاجتماعية على نطاق أوسع، بما يتجاوز الإطار التقليدي لتقديم الرعاية الصحية في شكله الحالي، مشيراً إلى أن الرعاية الصحية نمت بشكل هائل في جميع أنحاء العالم. ولأنه كان يتم تسليمه في المنزل، فإن التكنولوجيا المتوفرة في ذلك الوقت لم تكن تتجاوز ما يستطيع الطبيب أن يحمله في حقيبته، وانتقلت الرعاية الصحية من المنزل إلى المستشفى. .
وأكد أن الرعاية الصحية تعتمد على التفاعل والتواصل البشري، وفي هولندا وحدها لاحظنا تراجع التحاق الطلاب بمدارس التمريض للعام الثالث على التوالي، بنسبة 20% في السنوات الخمس الماضية. 41%، نفس الشيء يحدث في العديد من البلدان، في المملكة المتحدة نرى أيضًا كيف يتعرض الأطباء لخطر الوقوع في هاوية الإرهاق بسبب الأعباء الإدارية، مما يقلل من حافزهم.
تغيير السلوك
وقال المحاضر إن الرعاية الصحية تساهم بنسبة 6% في الصحة، ومن الجدير بالذكر أن 90% من الميزانية العالمية مخصصة لهذا القطاع و40% من تغيرات سلوكنا تحقق نتائج صحية أفضل ولكنها تترجم إلى أقل من مبلغ الإنفاق البالغ 10% نقطة إلى أهمية تخصيص جزء من الميزانية السنوية لتغيير السلوك، لأن إضافة المزيد من الرعاية الصحية لن يحل الأزمة القادمة، الحل هو تعزيز الصحة بشكل أكبر، لأننا لن نتمكن من مواجهة مضاعفتها بأي حال من الأحوال هناك نقص عالمي حوالي 20% من المرضى والمتخصصين، وإذا استمر العالم في هذا الاتجاه، ففي غضون عشرين عامًا لن يتمكن ثلث سكان العالم من الوصول إلى الرعاية الصحية بالطريقة التي نعرفها الآن.
وأشار المحاضر إلى أهمية وجهود الأجهزة التي تقيس وظائف الجسم المهمة مثل الأكسجين والضغط والوزن في الأماكن العامة وليس في المستشفيات فقط، وأكد على أهمية الإنسان الرقمي الذي يتمتع بالقدرة على التعرف على المشاعر.
وأوضح أنه في المستقبل سيتمكن روبوت مستقل من سحب الدم دون الحاجة إلى تدخل بشري، مشيراً إلى أنه عرض في مؤتمر في هولندا أول روبوت يسحب الدم في 1.3 دقيقة دون أي تدخل بشري الذراع في حالة التدخل، وهذه التقنية قد تكون متاحة قريباً خلال خمس أو عشر سنوات، وجميع المعلومات ستكون في نظاراتنا أو عدساتنا وقد تنتقل إلينا عبر كابلات في دماغ المستقبل.
بيئة معقدة
وذكر المحاضر أن هذا التغيير ينتقل من الإعدادات الطبية المعقدة إلى حيث يتواجد المرضى والبشر بشكل يومي، حيث تتغير طريقة استخدامنا للبيانات، من البيانات الثابتة إلى البيانات التي تسمح لنا بالتنبؤ بالأشياء في هذا العصر، المرحلة القادمة هو علاج الإنسان دون تدخل، والتنبؤ بالمشكلات الصحية مثل السكتة القلبية خلال دقيقة ونصف قبل حدوثها.
وأضاف أن هناك نظارات جديدة يمكن أن تساعد ضعاف البصر على استخدام الذكاء الاصطناعي لرؤية الأشياء التي لا يستطيعون رؤيتها، حيث تلتقط العدسات ما يدور حولهم ويمكنها تحليل تلك البيانات وتفسيرها، حيث أن 80% من رحلة المريض تنطوي على Pure اللوجستية، ولا يوجد اتصال بالرعاية الصحية الفعلية، ويبقى المريض في مدار مقدم الرعاية الصحية.
وأوضح أنه من خلال الاستفادة من قطاع التجزئة، يمكن دعم التكنولوجيا للقيام بما نقوم به حاليًا في قطاع الرعاية الصحية، مما يؤدي إلى قطع 30٪ من العمليات الحالية في قطاع الرعاية الصحية. وقد أجريت إحدى الدراسات في 15 دولة وشملت 16000 مريض. إنهم يريدون دمج الرعاية الصحية من ناحية وتجارة التجزئة من ناحية أخرى.
أنماط مختلفة
وأشار المحاضر إلى أن الصحة لا تقتصر على الصحة الجسدية فحسب، بل تشمل أيضا الصحة النفسية والصحة الاجتماعية، فضلا عن الصحة المالية. ومن خلال الاستثمار في الصحة، قد نكسب عائدًا على الاستثمار يصل إلى تسعة أضعاف استثمارنا الأصلي.
وجدت دراسة حديثة أجريت في مختلف أنحاء العالم أن زيادة متوسط العمر المتوقع يؤدي إلى زيادة النمو الاقتصادي بنسبة 4% كل عام، وأن الجمع بين الطب والصحة يخلق قيمة اقتصادية، وأن التغييرات في الرعاية الصحية قد تستغرق من 7 إلى 17 عاماً حتى تصبح عالمية.
وقال المحاضر: “أعتقد أن الرعاية الصحية تتغير من خلال أربعة محاور: اللامركزية، وتوفير الرعاية الصحية في مواقع مختلفة، والرعاية الصحية ستصبح أكثر ديمقراطية، كما ستتحول الصحة إلى رقمية”. حول ما يتم القيام به، نحتاج إلى شرح الفوائد للأفراد والمرضى، ونحتاج أيضًا إلى دمجها في المناهج التعليمية وفي كل مستوى من مستويات التدريب للطلاب. وبدأت المحاضرة، التي أدارتها ذكرى السعيد الزعابي، أخصائية أبحاث في مركز أبحاث الصحة العامة بجامعة نيويورك أبوظبي، بفيديو يسلط الضوء على العوامل الاجتماعية وتأثيرها على الأفراد في الحد من الأمراض المبكرة والوقاية منها وعلاجها، كما بالإضافة إلى تأثير نمط الحياة والبيئة على الصحة المستقبلية لدولة الإمارات العربية المتحدة والتقنيات المستخدمة للوقاية من الأمراض في المستقبل.
السجل مختصر جدا
عمل المحاضر لوسيان إنجلين لأكثر من 25 عامًا في مجالات خدمات الإسعاف ومراكز اتصالات الطوارئ والمروحيات الطبية ومكاتب التخطيط والتأهب للطوارئ، ويتمتع بخلفية أكاديمية غنية عندما أنشأ مركز الابتكار في المركز الطبي بجامعة رادبود. اقتراح.