لا يزال تأثير صفقة مشروع رأس الحكمة للتنمية العمرانية المخطط لها على الساحل الشمالي الغربي لمصر يهيمن على المناخ الاقتصادي في الداخل والخارج، باعتبار أن قيمة الصفقة تعد أكبر استثمار أجنبي مباشر في تاريخ مصر، بالإشارة إلى الأرقام لتطور قيمة الاستثمار الأجنبي المباشر، وإحصائيات تكشف الأسباب الرئيسية للزخم الذي أحدثه الإعلان عن الصفقة.
وبحسب الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، فإن صافي الاستثمار الأجنبي المباشر المسجل في السنوات العشر الماضية بلغ 66.7 مليار دولار، أي أن الاستثمار المباشر المعلن عنه في اتفاقية تطوير مدينة رأس الحكمة بلغ 35 مليار دولار تقريباً. لنصف القيمة المسجلة للاستثمار الأجنبي المباشر على مدى العقد بأكمله.
وانطلاقا من توزيع قيمة الاستثمار الأجنبي المباشر في السنوات العشر الماضية، بلغ حجم الاستثمار الأجنبي المباشر في السنة المالية 2013/2014 4.2 مليار دولار أمريكي، بزيادة قدرها 11.3% من 3.8 مليار دولار أمريكي في العام السابق، وارتفع إلى مسجلاً رقماً قياسياً قدره 6.4 مليار دولار أمريكي في العام التالي، ونما بنسبة 52.7% في 2013/2014، وسجل مستوى قياسياً قدره 6.9 مليار دولار أمريكي في 2015/2016، بنسبة نمو 8.7% عن العام السابق.
وتشير الإحصاءات إلى أنها ارتفعت في عام 2016/2017 إلى 7.9 مليار دولار أمريكي بنسبة زيادة قدرها 14.4% عن العام السابق، وانخفضت في العام التالي إلى 7.7 مليار دولار أمريكي بانخفاض قدره 2.7%، وفي عام 2018/2019 ارتفعت إلى 8.2 مليار دولار، بزيادة قدرها 6.7% عن العام السابق، ثم تراجعت مرة أخرى في 2019/2020 مسجلة 7.5 مليار دولار، بانخفاض قدره 9.5%، متأثرة بوباء التاج الجديد، واصلت الانخفاض إلى 5.2 دولار. مليار دولار بانخفاض قدره 30% عن العام السابق ليرتفع من جديد بفضل جهود الدولة 2021/ ليصل إلى 8.9 مليار دولار عام 2022 بزيادة قدرها 71.4%.
أعلن رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، مؤخرا، عن توقيع أكبر اتفاقية استثمارية لتطوير مدينة رأس الحكمة في إطار مشروع تطوير الساحل الشمالي الغربي. وينص القانون المصري على أن المشروع عبارة عن شراكة بين مصر والإمارات العربية المتحدة وسيتضمن إنشاء شركة رأس الحكمة. وستصبح شركة الحكمة الشركة القابضة للمشروع وسيشمل الفنادق والمشاريع الترفيهية والمشاريع المالية والمناطق التجارية، فضلا عن بناء مطار دولي في جنوب المدينة.
وأضاف رئيس الوزراء أن هذه الاتفاقية الاستثمارية الكبرى هي بداية تصحيح اتجاه التنمية الاقتصادية في مصر، موضحًا أن المشروع سيتضمن استثمارات أجنبية مباشرة بقيمة 35 مليار دولار تدخل البلاد خلال شهرين، منها مرحلة أولى بقيمة 15 مليار دولار، والثانية 20 مليار دولار تحصل الدولة المصرية على 35% من أرباح المشروع.