شاركت الدكتورة رانيا مشاط وزيرة التعاون الدولي في جلسة حوارية رفيعة المستوى بعنوان “بناء الثقة في عالم منقسم” والتي عقدت ضمن فعاليات الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي 2017 في نيويورك بالاشتراك مع الجمعية العامة للأمم المتحدة، وعقدت فعاليات الدورة الثامنة والسبعين بشكل متزامن. وترأس الاجتماع بورجي بريندي، رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي. وحضر الحفل أيضًا ميروسلاف راجاك، المبعوث الخاص للاتحاد الأوروبي للحوار في بلغراد وبريشتينا وغرب البلقان، وسفين توري هولسيثر، الرئيس الدولي لـ YARA. وناقش اللقاء تطور التحديات الجيوسياسية العالمية وتأثيرها السلبي على الأولويات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية وعائقها أمام جهود تحقيق التنمية المستدامة.
وأكدت وزيرة التعاون الدولي الدكتورة رانيا المشاط، خلال الحوار، أن هذا الأسبوع يتضمن فعاليات رفيعة المستوى وقمتين مهمتين، وهما قمة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة وقمة طموح المناخ، مؤكدة على العلاقات الوثيقة التي تم إبرازها خلال حوار مؤتمر المناخ COP27. ونظراً للارتباط الوثيق بين جهود التنمية والعمل المناخي، فمن دون أجندة مناخية واضحة وهادفة، لن يتمكن العالم من تحقيق أهداف الأمم المتحدة السبعة عشر للتنمية المستدامة.
وأوضحت وزيرة التعاون الدولي أنه عندما نتحدث عن العمل المناخي فإن مسألة التمويل العادل تصبح قضية حاسمة ومهمة، خاصة بالنسبة للدول النامية والاقتصادات الناشئة، مؤكدة أنه بدون التمويل العادل لن تتمكن هذه الدول من تحقيق أهدافها. طموحات المناخ. ويمكن للتمويل النوعي والكمي المستدام أن يساعد في تعزيز التعاون فيما بين بلدان الجنوب ودعم قدرة البلدان على الصمود في مواجهة تغير المناخ.
واقترح المشاط ثلاثة مبادئ أساسية للتمويل العادل: الأول هو ضمان حق الدول النامية في الحصول على التمويل من حيث النوعية والكمية، بالإضافة إلى معالجة الانحرافات في قدرات تحمل التكاليف وتخصيص الموارد، حل القضايا المتعلقة بالتمويل. كما يزيد تخصيص الأموال لقطاعات محددة، بالإضافة إلى ضمان تدفق الأموال إلى الدول النامية…دمج تمويل المناخ في تمويل التنمية وضمان توافق أدوات السوق العالمية مع الدول النامية، خاصة وأن التمويل يتدفق بشكل أكبر إلى الدول النامية. للتحديات المتعلقة بمخاطر التمويل والتشريعات وجاذبية المشاريع الاستثمارية.
وشدد وزير التعاون الدولي على دعوة مجموعة العشرين لتطوير نظام عالمي وضرورة زيادة التدفقات المالية من خلال مؤسسات التمويل الدولية المتعددة الأطراف. وأشارت في الوقت نفسه إلى أنه يتعين على الدول النامية أن تتحمل مسؤولياتها، وتهيئة البيئة التشريعية والبنية التحتية لجذب استثمارات القطاع الخاص، وإعداد المشروعات القابلة للاستثمار، وتعزيز الشراكات بين الحكومات والقطاع الخاص. ويمكن لأدوات التمويل المختلطة والمبتكرة أن تعزز مشاركة القطاع الخاص في البرامج. تطورات مختلفة، تم تسليط الضوء عليها في مؤتمر جلاسكو ومن ثم في مؤتمر المناخ في شرم الشيخ وسيتم تناولها في مؤتمر المناخ في دولة الإمارات العربية المتحدة.
وتحدثت وزيرة التعاون الدولي عن إطلاق برنامج المنصة الوطنية للمشروعات الخضراء “نوفي”، وهي منصة شاملة للقطاع الخاص وشركاء التنمية والمنظمات غير الربحية لحشد التمويل التنموي الميسر والاستثمارات المناخية، وأوضحت أنه خلال مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28) مؤتمر المناخ، سيعرض التقدم والجهود المبذولة في إطار البرنامج خلال العام الماضي.
وقالت وزيرة التعاون الدولي، إن مصر حققت تقدما كبيرا في التحول إلى الطاقة المتجددة وتقليل اعتمادها على مصادر الطاقة التقليدية، مشيرة إلى أن البلاد تبنت سلسلة من الإجراءات والإصلاحات الهيكلية منذ عام 2014 والتي حفزت استثمارات القطاع الخاص في الطاقة المتجددة. . قطاع الطاقة، وأنتجت عددًا من المشاريع الرئيسية، أبرزها مجمع بنبان للطاقة الشمسية، الذي اجتذب أيضًا تمويلًا مختلطًا وحفز استثمارات القطاع الخاص المحلي والأجنبي.
وأشارت إلى أن مصر أصدرت الاستراتيجية الوطنية لعام 2050 بشأن تغير المناخ والمساهمات المحددة وطنيا في عام 2022، ثم قامت بعد ذلك بتحديث المساهمات في عام 2023 لتحقيق هدف 2030 المتمثل في 42٪ من الطاقة المتجددة، في حين ليس هدف 2023. 2035، مما يؤكد ويعكس التزام الحكومة في هذا الصدد. وأكدت أن المشاريع الطموحة التي يتضمنها برنامج «نوفي» تعزز هذا التوجه. وقالت إن هذا التطور جاء نتيجة لجهود جادة منذ عام 2014 على مستوى الإصلاح الهيكلي والتشريعي، فضلا عن التوسع في مشاريع البنية التحتية.
وأشاد رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي بتطورات مصر في التوسع في مشروعات الطاقة المتجددة، موضحا أن مصر لديها العديد من القصص الجديرة بالذكر في مجال التحول إلى الطاقة المتجددة.