إعداد : راشد النعيمي
تحتفل دولة الإمارات اليوم بيوم زايد الإنساني السنوي في 19 رمضان، والذي يصادف ذكرى وفاة مؤسس الدولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله.
ونجحت دولة الإمارات على مر السنين في تعميق مفهوم العمل الخيري وتحويله إلى هوية اجتماعية وأساس أخلاقي متين يستفيد منه أفراد المجتمع من الإرث الأخلاقي. وفي الوقت نفسه، قامت المنظمات ذات الصلة بتوسيع إطار العمل الخيري وتوجيه الجمعيات الخيرية لصالح الفئات المحتاجة وفقا للقانون.
واليوم، لا تعد دولة الإمارات العربية المتحدة مانحًا رئيسيًا للمساعدات الخارجية فحسب، بل تعد أيضًا مناصرًا قويًا وداعمًا للتنمية المستدامة وجهود التنمية الدولية، حيث تلعب دورًا فعالًا في الجمع بين قادة العالم وصناع السياسات وخبراء الصناعة والأكاديميين في عدد من بين أحداث رفيعة المستوى، ساهمت دولة الإمارات في تنظيمها أو استضافتها، حيث أوصلت من خلالها صوتها إلى الحوار العالمي حول التنمية المستدامة والمساعدات الإنسانية، وعززت حملتها لتعزيز الوعد الدولي بالتغيير.
لقد غرس والد الوطن في نفوسنا مُثُل الخير والإخلاص، وبحكمته وفطنته تجاوزت دولة الإمارات حدود المنطقة لتصبح منارة للرحمة والتسامح والإخلاص، وأصبحت من أبرز دول العالم. الدول المساهمة في جميع أنحاء العالم.الأعمال الإنسانية والإغاثية داخل البلاد.
أسس المغفور له الشيخ زايد، رحمه الله، دولتنا الحبيبة على قيم التعايش والمحبة والسلام والتسامح، فأصبحت وطناً يجمع تحت سمائه المواطنين والمقيمين على اختلاف أجناسهم وأجناسهم. وتوفير الحياة الكريمة والسعادة للجميع.
وتمتلك دولة الإمارات 45 جهة مانحة ووكالة إنسانية وجمعية خيرية تعمل على الوصول إلى المحتاجين حول العالم، مع إعطاء الأولوية القصوى لحماية العاملين في الميدان وتوفير إمدادات الإغاثة الطارئة للمتضررين في جميع أنحاء العالم. .
استدامة التبرعات
أسس المغفور له الشيخ زايد، طيب الله ثراه، نهجا مستداما في العطاء والعمل الخيري وصل إلى كل قارات العالم. ولذلك، أصبح “يوم زايد للعمل الإنساني” يوماً سنوياً، تأخذ فيه حياة زايد الطيبة، وعطاء زايد، وإنسانية زايد حلاً جديداً، ويصبح هذا اليوم لحظة تاريخية مهمة، نستذكر فيها قدوة الإنسان البناء. لنهضة العمل الخيري، وتذكروا مسيرته الطيبة بالتفاني والخدمة المخلصة. إن قضية الإنسانية هي الطريق الذي ستسلكه الأجيال الحالية والمستقبلية، لتكون بمثابة منارة تنير طريقها ومصدر إلهام لإدامة إرث التسامح القديم، وتقديم دروس في القيم الإنسانية.
يشكل قطاع المساعدات الخارجية في دولة الإمارات العربية المتحدة نظامًا متماسكًا يضم مجموعة متنوعة من الجهات المانحة الإماراتية ذات مهمة مشتركة تتمثل في دعم وتمكين المجتمعات الضعيفة في جميع أنحاء العالم. ويضم الفريق متعدد التخصصات مجموعة من الجهات المحلية والجهات الأخرى التابعة للحكومة الاتحادية أو القطاع الخاص، بالإضافة إلى الشركات والجمعيات الخيرية والمنظمات الإنسانية، التي تتعاون جميعها لتوسيع نطاق الدعم الذي تقدمه دولة الإمارات خارج حدودها الجغرافية.
المؤسسات الشمولية
واليوم انتقل العمل الخيري في الدولة من المفهوم الفردي التقليدي إلى المفهوم المؤسسي الشامل، مع التزام كافة الجهات والمؤسسات الحكومية العاملة في الدولة ليس فقط بتقديم المساعدات المادية والعينية، بل أيضاً بالمشاركة في مناطق الأزمات، وتقديم الدعم الإنساني المباشر لجميع المحتاجين، بغض النظر عن مكان وجودهم، وبغض النظر عن دينهم أو عرقهم.
منذ بداية عهد والد الوطن المغفور له الشيخ زايد (رحمه الله) التزم بغرس بذور الخير وعطاء بذور الخير في كل حصن في الدولة. هي البذور التي تنير النفس وتنيرها على طريق الإنسانية هي بذور شجرة كبيرة. إن نشر قيم الوحدة له ظل مثمر، وثمر العمل الصالح هو ثمرة حصاد غني.
لقد شهد التاريخ أن أيادي زايد البيضاء تسارع دائما لإنقاذ الضحايا ومساعدة المظلومين ونصرة المظلومين، لتخفف من آلام فقدان الأمهات، وهموم الأرامل، ودموع الأيتام في الشرق والغرب. حتى ارتبط اسم “زايد” بالخير والإحسان والعمل والإنسانية وبكل الأشخاص والدول التي تمد يدها إلى القريب والبعيد.
سمعة طيبة
إن السمعة الطيبة التي حققتها دولة الإمارات اليوم بين مختلف الدول هي استمرار لنهج زايد وإرثه الإنساني، وقد تولى زايد مسؤولية دعم الدول الشقيقة والصديقة. إن إخلاص وعطاء الوطن قيادة وحكومة وشعباً هو أحد ثمار وأحجار الأساس في غرس زايد للتبرعات. وسيظل عطاء زايد الخير مصدراً لا ينضب لقيم الكرم والسخاء والإحسان التي نقلها إلى شعبه، كما أن عطاياه مصدر يمكن أن نستمد منه القيم الإنسانية النبيلة.
وسيتذكر التاريخ وشعوب العالم موقف الوالد المؤسس في المناصب الإنسانية المجيدة حيث رفع كلمة الحق لنصرة المظلومين، ودافع عن القضايا العادلة لشعوب كل الأمم، ورفع راية العمل. إن العطف والتضامن وإغاثة المحتاجين جعل اسم “زايد الخير” يرسخ في قلوب الناس ويحلق في عنان السماء. لقد حوّل التفاني والتعاون الإنساني دولة الإمارات العربية المتحدة إلى واحة خضراء تملأ الكون عطراً. لها رائحة الخير وقد غذى تاريخ البشرية بالعطر الذي تعطيه.
بصمات بارزة
وفي مسيرة التفاني وخدمة الإنسانية، الضعيفة والمسكينة، لم يترك زايد بصماته البارزة، التي جعلت اسمه محفوراً في ذكريات وأذهان الناس والناس العاديين. كما سُميت المستشفيات في جميع أنحاء العالم باسمه، وكشاهد على يديه فإن تفاني الأبيض وحبه بغض النظر عن العرق يمتد لمساعدة الفقراء والمحتاجين والمحتاجين. الناس الضعفاء في كل مكان.
صندوق أبوظبي للتنمية
لم يكن تبرع الشيخ زايد عفوياً أو غير منظم. ويحرص على إعطائها مكانة مؤسسية جادة تسمح بالاستمرارية والاستدامة والدقة في اختيار المشاريع. وفي عام 1971، أسس صندوق أبوظبي للتنمية لمساعدة الإخوة والأصدقاء على المساهمة في مشاريع التنمية وتنمية شعوبهم. كما أنشأ في عام 1992 مؤسسة زايد للعمل الخيري والإنساني، التي أصبحت بالإضافة إلى الدور الكبير الذي تلعبه جمعية الهلال الأحمر الإماراتي في مختلف المجالات، امتداداً لمجال المساعدة الإنسانية في كافة المجالات في الداخل والخارج. في الخارج . أنحاء العالم ومشاريع أخرى.
التنمية والاستجابة
وتنقسم المساعدات الخارجية التي تقدمها دولة الإمارات إلى 3 فئات مختلفة، لكل منها غرض، بما في ذلك “المساعدات التنموية، والمساعدات الإنسانية، والمساعدات الخيرية”. وفي عام 2022، تهدف المساعدات التنموية التي تقدمها دولة الإمارات إلى تعزيز الرخاء الاقتصادي والاجتماعي، حيث تشكل الغالبية العظمى من المساعدات الخارجية، وتقدمها الدولة بنسبة 83% من الإجمالي، مما يعكس التزام الإمارات الراسخ بدعم النمو المستدام للدول النامية، وشكلت المساعدات الإنسانية 13% من إجمالي صرف المساعدات الخارجية في ذلك العام، مما يعكس حماس الإمارات في الاستجابة للأزمات العالمية.
وتعكس أنشطة دولة الإمارات وجهودها في تحقيق التنمية طويلة المدى وتقديم المساعدات الإنسانية وجهود الإغاثة في حالات الطوارئ بين عامي 2020 و2022 اهتمام الدولة وحماسها المتزايد في هذا الصدد، حيث إن التطور الذي قدمته خلال هذه الفترة قيمة المساعدات وقيمة مساعداتها الإنسانية وتجاوزت مساعداتها 26.31 مليار درهم (7.16 مليار دولار أمريكي)، في حين بلغت قيمة مساعداتها الإنسانية 6.60 مليار درهم (1.8 مليار دولار أمريكي). وفيما يتعلق بالمساعدات التنموية الرسمية المقدمة خلال عام 2022، خصصت الإمارات النصيب الأكبر من مساعداتها الخارجية لهذه الفئة بقيمة 5.41 مليار درهم (1.47 مليار دولار)، مما يدل على حرصها على جعل المساعدات التنموية طويلة المدى أولوية. )، أو 83%، وهو ما يتوافق مع التزامها بتعزيز التنمية المستدامة وتعزيز مرونة وقدرة البلدان الشريكة على الاستجابة للأزمات.
أكبر مانح
وتشير البيانات الأولية الصادرة عن لجنة المساعدات التنموية التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية إلى أن دولة الإمارات تحتل المرتبة الأولى عالمياً وأكبر دولة مساعدات خارجية على مستوى العالم.
وتعد دولة الإمارات أول دولة خليجية تنشئ وزارة للتنمية والتعاون الدولي، تتولى مسؤولية صياغة سياسات المساعدات الخارجية، وإدارة وتوثيق الخطط الوطنية في هذا المجال، وتنسيق العمل مع الجهات المانحة الوطنية، وتعزيز التعاون مع الدول المانحة والإقليمية والدولية. تنظيم التنمية الدولية. تم دمج مكتب تنسيق المساعدات الخارجية (الذي أنشئ عام 2008) في الوزارة الجديدة.
وكشفت وزارة الخارجية أن إجمالي المساعدات الخارجية التي قدمتها دولة الإمارات في عام 2022 بلغ 12.67 مليار درهم (3.45 مليار دولار أمريكي)، بزيادة قدرها 12% مقارنة بـ 11.31 مليار درهم في عام 2021. وبلغ إجمالي المساعدات الخارجية المقدمة في السنوات الخمس الماضية (2018 إلى 2022) نحو 92.22 مليار درهم (25.11 مليار دولار أمريكي).