عقدت الأكاديمية الوطنية للتخطيط اجتماع المتابعة العلمية الثاني للنشاط للعام الدراسي 2024/2025 قراءة ومناقشة التخطيط الثقافي لـ “تقرير الهجرة العالمية 2024” الذي ألقته الأستاذة الدكتورة ماجدة إمام مديرة مركز المجتمع والتنمية بإشراف دكتوراه. هبة الباز أستاذ الاقتصاد المساعد بمركز سياسات الاقتصاد الكلي المنسق المشارك لورشة المتابعة العلمية، وخالد عطية نائب مدير معهد البحوث والدراسات العليا، ونخبة من الخبراء المتخصصين في هذا المجال العاملون الأساتذة والأكاديميين والباحثين.
وفي هذا السياق أوضحت الدكتورة هبة الباز أن هذه الحلقة تهدف إلى تسليط الضوء على تقرير الهجرة العالمية 2024 الذي يصدر كل عامين، مستعرضة أبرز التوجهات والقضايا والقضايا المعاصرة المتعلقة بالهجرة الدولية، مبينة أن التقرير سيكون وينقسم التقرير الصادر عام 2024 إلى قسمين: الجزء الأول يتضمن أحدث البيانات والإحصاءات المتعلقة بأنماط الهجرة وحجمها على المستويين الدولي والإقليمي. ويركز الجزء الثاني على مجموعة من القضايا المعقدة المتعلقة بالهجرة.
وفي سياق متصل، قالت الدكتورة ماجدة إمام إن تقرير الهجرة العالمية 2024 هو التقرير الثاني عشر في سلسلة تقارير الهجرة العالمية، والذي يهدف إلى المساعدة في تحسين فهم الهجرة والتنقل العالمي والاعتماد على استخدام البيانات والأبحاث والتحليلات ذات الصلة. وتهدف الدراسة إلى بناء قاعدة بيانات حول بعض القضايا الأساسية من أجل فهم الخصائص الرئيسية للهجرة والحصول على معلومات حول اتجاهات وقضايا الهجرة على المستوى العالمي، مثل عدد المهاجرين الدوليين. ويبين التقرير أن عدد المهاجرين الدوليين يبلغ نحو 281 مليوناً، ما يعني أن عدد اللاجئين يشكل 3.6% من سكان العالم، في حين بلغ عدد اللاجئين في تقرير عام 2000 نحو 150 مليوناً بحسب التقرير وسيصل عدد اللاجئين إلى 35.4 مليون في عام 2024، في حين بلغ عدد اللاجئين في تقرير عام 2000 حوالي 14 مليون لاجئ في الصين.
ويستعرض التقرير تأثير كوفيد-19 على الهجرة والتنقل، والذي أدى إلى انخفاض معدلات الهجرة الدولية إلى أكثر من 8 ملايين في عام 2019 وإلى حوالي 5 ملايين في عام 2020.
ويسلط التقرير الضوء على التفاعل بين الهجرة والنوع الاجتماعي في مناطق جغرافية مختلفة، ويغطي الهجرة العائلية وهجرة الزواج والنزوح، مع التركيز بشكل خاص على هجرة اليد العاملة باعتبارها أحد أنواع الهجرة الرئيسية التي تتسم بالتحيز الشديد على أساس النوع الاجتماعي.
ويشير التقرير إلى أن هناك ارتباطا بين الهجرة وأمن الإنسان، حيث تعمل الهجرة بشكل فعال على تحسين حياة المهاجرين وهي أيضا وسيلة لإنقاذ حياة البشر من المواقف الخطيرة، خاصة في حالات الحرب، مشيرا إلى أنها ترتبط ارتباطا وثيقا بحالات الحرب. النزوح تكشف البيانات عن نمط جديد من النزوح في البلدان ذات مؤشرات التنمية البشرية المرتفعة جداً بسبب الكوارث المرتبطة مباشرة بالجغرافيا. ويشير التقرير إلى آثار النزوح المتزايد، مثل زيادة الكوارث المرتبطة بتغير المناخ.
ويستكشف التقرير الدور الرئيسي لتغير المناخ الناجم عن النشاط البشري في انعدام الأمن الغذائي، حيث أصبح محركًا رئيسيًا لزيادة الهجرة والتنقل، وتغيير سبل العيش والحد من رفاهية الأفراد، مما يشير إلى أزمة نظامية وتداعيات جيوسياسية.
ويناقش التقرير أيضًا الدور الذي لعبته جائحة كوفيد-19 في تضخيم الشعور بعدم اليقين الناجم عن التغيرات الشديدة التي أحدثتها الجائحة، بالإضافة إلى أن قضايا الأمن البشري أصبحت محورية في الأطر العالمية مثل التنمية المستدامة. وتشكل الأهداف الإنمائية والاتفاق العالمي بشأن الهجرة، فضلا عن المؤسسات التنظيمية والسياسية، عناصر مهمة في عملية تعزيز الأمن البشري.
وفيما يتعلق بتحسين أنظمة الأمن البشري للمهاجرين، يسلط التقرير الضوء على الحاجة إلى الدعم من الجهات الفاعلة غير الحكومية، بما في ذلك المجتمع المدني والقطاع الخاص، في العمل على اتخاذ تدابير استباقية لتحسين أنظمة الأمن البشري للمهاجرين في جميع أنحاء العالم.