يكشف المستشار الدكتور نواف الحارثي عن الجانب المظلم وراء هوس التصوير الفوتوغرافي والإفراط في النشر على منصات التواصل الاجتماعي.
يوضح د. وقال الحارثي لقناة الإخبارية إن سعي المشاهير الدائم لجذب المتابعين والإعلانات يساهم في انتشار هذه الظاهرة بين الناس. وهذا له تأثير على حياتهم المهنية والاجتماعية.
وأشار هاريتي إلى أن بعض المشاهير ينخرطون في سلوك غير طبيعي وغير أخلاقي، بل ويتصرفون أحيانًا “بغباء” أمام الكاميرا. الهدف هو الحصول على ملايين المشاهدات.
وأكد أنه عندما يكون الإنسان غير قادر على الاستمتاع باللحظة الحالية، فإن هذا الهوس يصل إلى مستوى مرضي. يقضي كل وقته في التصوير والنشر.
وفي تصريح مثير للاهتمام قال د. وقال الحارثي إنه واجه في عيادته حالات لأشخاص شاركوا في تحديات مباشرة على TikTok لمدة 60 يومًا على التوالي. إنه سباق مجنون للحصول على أكبر عدد من المشاهدات. وهذا يؤدي إلى الإرهاق النفسي والضغط الهائل.
وأضاف أن المشاهير الذين يعيشون تحت المراقبة العامة على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع يعانون من صراعات نفسية عميقة، بما في ذلك التوتر والقلق والاكتئاب. إنهم أشخاص محبطون خلف الكاميرا، رغم ظهورهم الفاتن أمام الجمهور، كما أكد المستشار النفسي الدكتور نواف الحارس أن حياة المشاهير تتأثر بالضغوط النفسية.
ويوضح أن ذلك يتركهم يعيشون في حالة من عدم الاستقرار النفسي، وغالبًا ما يراها المشاهدون على الكاميرا…
مختلف تماما عما هم خلف الكواليس.
وأضاف الحارثي أن السبب الرئيسي لهذه الضغوطات هو كثرة المشاهدين الذين يتابعون حياتهم على مدار الساعة. وهذا يخلق توترًا وقلقًا مستمرًا بشأن تقديم صورة مثالية.
ويشير إلى أن هذا العبء النفسي يمكن أن يؤدي إلى مشاكل عاطفية واضطرابات شخصية يمكن أن تؤثر بشكل كبير على حياة المشاهير، على الرغم من أن المظاهر قد توحي بعكس ذلك.
ودعا هاريتي الناس إلى إدراك أن حياة المشاهير ليست دائمًا كما تبدو وأن الشهرة تأتي بتكلفة نفسية عالية قد لا تكون مرئية لعامة الناس.
كما حذرت المستشارة النفسية د. هاريتي من ظاهرة الانتشار السريع بسبب “كلمة واحدة” أو “تصرف متهور”، مشيرة إلى أن مثل هذه السمعة يمكن أن تشجع الآخرين على أن يحذوا حذوها، مما يترك أثرا سلبيا على المجتمع.
وأوضح الحارثي أن بعض الأشخاص يحاولون جذب الانتباه من خلال سلوكيات غير لائقة أو لا قيمة لها. الهدف هو أن تصبح مشهوراً بسرعة وتزيد عدد المتابعين.
وهذا السلوك لا يؤثر فقط على الفرد نفسه، بل يمتد إلى المجتمع بأكمله. ومع شيوع تقليد هذه السلوكيات؛ يؤدي ذلك إلى تدهور القيم والمعايير الاجتماعية.
وأضاف أن هذه السمعة الزائفة قد تدفع البعض إلى التصرف بشكل غير مسؤول. فقط لجذب الانتباه دون النظر إلى العواقب المحتملة على صحتهم العقلية أو المجتمع.
وشدد هاريتي على أهمية التوعية بمخاطر هذه الظاهرة وشجع الأفراد على السعي لتحقيق إنجازات مفيدة حقا بدلا من مطاردة الشهرة المؤقتة وغير المجدية.
وفي السياق ذاته قال المستشار د. وقال نواف الحارثي إن المشاهير هم السبب الرئيسي وراء انتشار هوس التصوير الفوتوغرافي في المجتمع. وذلك لأنهم اعتمدوا على التصوير المكثف لحياتهم الخاصة.
وأوضح الحارثي أن المشاهير دأبوا منذ فترة طويلة على مشاركة تفاصيل حياتهم الشخصية على منصات التواصل الاجتماعي سعياً وراء الشهرة وزيادة أعداد متابعيهم.
وأضاف أن هذا السلوك دفع الكثير من الناس إلى أن يحذوا حذوهم. وأدى ذلك إلى انتشار ثقافة الإفراط في التصوير والسعي الدائم للمظهر، حتى لو كان ذلك على حساب الاستمتاع باللحظات الأصيلة.
وأشار الحارثي إلى أن هذه الظاهرة أصبحت تشكل ضغطا نفسيا لدى الكثير من الناس. وعندما يسعون إلى الشهرة بأي ثمن فإن ذلك يؤثر سلباً على حياتهم الاجتماعية والمهنية.
ودعا إلى ضرورة التوعية بأهمية التوازن وعدم الانسياق وراء المظاهر الزائفة التي يروج لها بعض المشاهير.