إعداد : راشد النعيمي
تعود العلاقة بين الإمارات وقطر إلى سنوات طويلة، وهي ضاربة في عمق التاريخ، وتقوم على وحدة اللغة والدين والدم والمصير والقرب الجغرافي والتكامل الاجتماعي والتراث الثقافي .
وترتكز العلاقات بين الإمارات وقطر على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل والمشاركة والتعاون والتنسيق بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الشقيقين ومنطقة الخليج والدول العربية والإسلامية والعالم.
إن العلاقة بين دولة الإمارات وقطر تبني مستقبلاً مزدهراً ينعكس في العديد من المجالات ويعكس رغبة الطرفين في تطوير التعاون الثنائي، فضلاً عن رؤية قيادتهما الحكيمة ونهجهما الفريد وسياساتهما الحكيمة وتحقيق الطموحات المشتركة على مرحلة أوسع العزم على التقدم والازدهار ليستفيد الجميع.
ويحرص البلدان على تبادل وجهات النظر حول القضايا والتطورات الإقليمية والعالمية، ويجريان بانتظام تبادل الزيارات على مستوى القادة وكبار الشخصيات، ومن أبرزها وآخرها تبادل الزيارات الأخوية. وكان ميم بن حمد آل ثاني قد زار دولة الإمارات في يونيو الماضي، بحث خلالها مع أخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، العلاقات بين البلدين. كما كثف الأخوان عملياتهما المشتركة في الخليج.
ومع زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وحضور سموه إلى الدوحة، فإن تبادل الزيارات على أعلى مستوى بين البلدين دفع العلاقات بين البلدين إلى مرحلة جديدة من التعاون المثمر. المعرض.
التعاون الاقتصادي
وساهم التعاون الاقتصادي المتنامي بين البلدين في تعزيز المنافع الاقتصادية لكلا البلدين، وانعكس بشكل إيجابي على تطور المنطقة، حيث وصل حجم التجارة الخارجية غير النفطية مع قطر إلى ما يقارب 21 مليار دولار أمريكي في النصف الأول من عام 2024، أي ما يعادل 2024 مليار دولار أمريكي. نفس الفترة من عام 2023 .
وفي عام 2023، وصل حجم التجارة الخارجية للنفط بين الإمارات وقطر إلى 36.7 مليار درهم، بزيادة قدرها 18.3% مقارنة بعام 2022. وتحتل الإمارات المرتبة الأولى عربياً، وتحتل المرتبة العاشرة عالمياً، وفي عام 2022 أصبحت قطر الأكثر شريك استراتيجي مهم.
وفي قائمة أهم وجهات إعادة التصدير في الإمارات، تحتل قطر المركز الخامس عالمياً والثاني خليجياً، والمرتبة 17 بين الشركاء التجاريين غير النفطيين للإمارات في عام 2023، فيما ارتفع عدد الرخص الممنوحة لمواطني الإمارات في قطر وفي عام 2023 ارتفع عدد تراخيص مزاولة الأنشطة الاقتصادية بنسبة 11% مقارنة بعام 2022 ليصل إلى إجمالي 248 رخصة بنهاية عام 2023.
كما تحتل الإمارات المركز الثامن في قائمة أهم الشركاء التجاريين لقطر على مستوى العالم، وتصل مساهمتها في التجارة العالمية عام 2023 إلى 4%، لتحتل المرتبة الأولى عربيا وخليجيا، وتشكل 52% من حجم تجارة قطر مع الخليج. التجارة.
وهناك العديد من الشركات الإماراتية الناجحة التي تستثمر في مختلف القطاعات في قطر، أبرزها مجموعة ماجد الفطيم، وشركة الإمارات العالمية للألمنيوم، وإعمار العقارية، وشركة دبي القابضة. 2022.
اتفاق مشترك
وقعت دولة الإمارات وقطر اتفاقية تعاون مشترك لتعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين. ووقعت شركة الطاقة الاتفاقية مع شركة اينوك للتوريدات والتجارة المحدودة، إحدى الشركات التابعة لمجموعة اينوك، نيابة عن شركة قطر للبترول لمبيعات المنتجات البترولية المحدودة.
وبموجب الاتفاقية التي تبلغ مدتها عشر سنوات، ستحصل اينوك على ما يصل إلى 120 مليون برميل من المكثفات حتى يوليو 2023. الإنتاج، ستقوم قطر بتصدير كميات أكبر من المكثفات.
كما وقع الجانبان على اتفاقية بشأن ضريبة الدخل لتجنب الازدواج الضريبي ومنع التهرب الضريبي. الفرص وزيادة فرص الاستثمار المتبادل.
تعزيز التكامل
وعلى مدى عقود، شارك البلدان في العديد من المجالات الاقتصادية والثقافية والسياسية والمشاريع التنموية والمبادرات الإقليمية الهادفة إلى تحقيق النمو والاستقرار الإقليميين، مما شكل رغبة قوية في تعزيز التكامل الاقتصادي والتعاون الأمني بين البلدين. التحديات المشتركة مثل الأمن الإقليمي والتغيير الاجتماعي.
وعلى المستوى المدني يحتفل مواطنو البلدين بالتراث والتقاليد معا ويجمع البلدان روابط ثقافية مشتركة تشكل جزءا هاما من الترابط بين الشعبين حيث يتميزان بتاريخ عميق وطويل يعكس المصالحة. .
وأبرز أوجه التشابه الثقافي بينهما هو التراث البدوي، مثل الشعر النبطي والأدب الشعبي، والفنون التقليدية، مثل الترانيم والأغاني الشعبية التي تغنى في المناسبات مثل الأعراس والأعياد الوطنية، والتي تظهر التشابه البدوي.
كما يشارك البلدان بانتظام في الفعاليات الثقافية الخليجية والدولية، وتشكل الفعاليات الثقافية المشتركة جزءاً مهماً من تعزيز العلاقات، ويعتبر الفن والمسرح من مجالات التعاون الثقافي بين البلدين.
الإمارات تحقق مكانة تاريخية
في 12 مارس 2023، حرص صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، على إعلان دعم الإمارات لقطر الشقيقة لاستضافة الاجتماعات السنوية لصندوق النقد الدولي ومجموعة البنك الدولي في عام 2023. 2026، أجرى سموه اتصالا هاتفيا مع أمير قطر تميم بن حمد، وبحثا العلاقات الأخوية وسبل التعاون المشترك.
كما أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لأخيه الشيخ تميم بن حمد أن الإمارات تدعم شقيقتها قطر في استضافة الاجتماعات السنوية لصندوق النقد الدولي ومجموعة البنك الدولي، وبالتالي ستنسحب الإمارات من وثيقة طلبها لاستضافة هذا الاجتماع. اللقاء، متمنياً للأخوة القطريين التوفيق والنجاح الكامل.
وأعرب أمير قطر عن شكره لأخيه صاحب السمو رئيس الدولة، وثمن بخالص موقف دولة الإمارات الشقيق تجاه قطر ودعمها كدولة مرشحة لاستضافة المؤتمر.