يعتبر ويليام كريبو ديورانت (1861 – 1947) أحد رواد صناعة السيارات الأمريكية، وكان له دور فعال في تشكيل هذه الصناعة من خلال تأسيس شركة جنرال موتورز ووضع الأساس لنموها المستقبلي. وقد ساهمت الميزات بشكل كبير. بالإضافة إلى ذلك، ساعد ديورانت أيضًا في تأسيس العديد من شركات السيارات وكان قادرًا على قيادة الصناعة نحو الإنتاج الضخم، مما جعل السيارات في متناول الجمهور الأمريكي.
ولد ديورانت في بوسطن، ماساتشوستس، في عام 1861 ونشأ في فلينت، ميشيغان. لا يتمتع ديورانت بأي خلفية صناعية، لكن فطنته التجارية ساعدت في إطلاق حياته المهنية. في ثمانينيات القرن التاسع عشر، دخل ديورانت عالم الأعمال وأنشأ شركة فلينت رود كار، وهي شركة صغيرة تصنع العربات التي تجرها الخيول. وقد حقق ذلك نجاحًا كبيرًا، مما سمح له بتوسيع نطاق أعماله وترسيخ سمعته كرجل أعمال ناجح المنزل.
في عام 1904، دخل ديورانت صناعة السيارات من خلال استحواذه على شركة بويك موتورز، التي كانت تعاني من مشاكل مالية في ذلك الوقت. ومن خلال إعادة الهيكلة وزيادة الإنتاج، نجح في تحويل الشركة إلى واحدة من العلامات التجارية الرائدة في صناعة السيارات، مما جعل بويك واحدة من أكثر السيارات مبيعًا في الولايات المتحدة.
أسس ديورانت شركة جنرال موتورز عام 1908 بهدف إنشاء تكتل صناعي يضم العديد من شركات السيارات. وكانت رؤيته هي جمع العديد من الشركات معًا تحت مظلة واحدة لتقديم منتجات متنوعة بأسعار مختلفة. ومن خلال هذه المبادرة، أنشأ أول هيكل أعمال متعدد العلامات التجارية في تاريخ السيارات.
على الرغم من النجاح الأولي الذي حققه ديورانت، إلا أنه لا يزال يواجه مشاكل مالية مع إدارة الشركة. وفي عام 1910، وبسبب تراكم الديون، اضطر إلى ترك شركة جنرال موتورز تحت ضغط البنوك والمستثمرين، لكنه لم يستسلم. وفي عام 1911، عاد إلى المسرح مرة أخرى وقام بتأسيس شركة شيفروليه بالشراكة مع سائق السباق الشهير لويس شيفروليه.
حققت شيفروليه نجاحًا فوريًا وساهمت في عودة ديورانت إلى قوته المالية، مما سمح له باستعادة السيطرة على جنرال موتورز في عام 1915 ودمج شيفروليه مع جنرال موتورز، مما منحها استقرارًا ماليًا ساعدها في التوسع والتطور خلال السنوات القليلة التالية. .
كان أسلوب إدارة ديورانت مبتكرًا وقام بتأسيس نظام إدارة لامركزي للمساعدة في دعم فروع الشركة المختلفة ومنحهم الاستقلالية في العمل، مع الحفاظ على السيطرة المركزية على الإستراتيجية الشاملة. وبهذه الطريقة، تمكنت جنرال موتورز من مواكبة تطورات السوق وتلبية احتياجات العملاء، مما عزز مكانتها كأكبر شركة سيارات في العالم في ذلك الوقت.
في عام 1920، واجهت جنرال موتورز أزمة مالية مرة أخرى، مما اضطر ديورانت إلى الرحيل للمرة الثانية. لكنه لم يتوقف عن البحث عن فرص جديدة وأسس شركة ديورانت للسيارات في العشرينيات من القرن الماضي، وأنتجت عددا من السيارات التي تحمل اسمه مثل ديورانت وستار وفلينت. وعلى الرغم من حماسته وحماسه المستمر لعمله، إلا أن شركته الجديدة لم تكن قادرة على الصمود في وجه الأزمة الاقتصادية الكبرى التي ضربت الولايات المتحدة عام 1929.
وبعد انهيار الشركة في الثلاثينيات، انسحب ديورانت تدريجيًا من عالم الأعمال. لقد أمضى السنوات الأخيرة من حياته في ظروف مالية صعبة لكنه ظل رمزًا لروح المغامرة والإبداع في الصناعة الأمريكية.
توفي ديورانت في 18 مارس 1947، تاركًا وراءه إرثًا عظيمًا كرائد في مجال السيارات ومؤسس لشركة جنرال موتورز، إحدى أكبر شركات السيارات في العالم.